استطاع فيروس كوفيد 19 والقلق بث القلق والرعب في نفوس العالم أجمع على مدار عامين،  إلى أن تمكن العالم من السيطرة عليه بفضل اكتشاف اللقاحات المتنوعة وبسبب هذه الجائحة العالمية وتبعاتها تصاعد الخوف من انتشار أى فيروس آخر مشابه له، وهو ما  ادى إلى ازدياد القلق عالمياً من انتشار فيروس جدرى القرود الذي ينتمي إلى فصيلة فيروسات أورثوبوكس، وخاصة أنها عدوى فيروسية حيوانية المصدر مما جعل البعض يتذكر فيروس كورونا والهلع الذى تسبب به، مما يعني أنها يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أن تنتقل أيضاً من شخص إلى آخر ومن البيئة إلى البشر.

​

وفى هذا التقرير يرصد موقع "لؤلؤة قطر" أبرز سمات فيروس جردى القرود وكيفية انتقاله وامكانية التصدى له وهل من الممكن أن يسبب نفس القلق الذى تسببت به كورونا أم لا، وهل يوجد لقاح للوقاية من هذا الفيروس.

​

فى البداية اعلنت منظمة الصحة العالمية أن جدري القردة ينتقل  من شخص لآخر من خلال الاتصال مع شخص مصاب بطفح جلدي بسبب جدري القردة ، مؤكدة انه في معظم الحالات تختفي أعراض جدري القردة من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة. ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي العدوى إلى مضاعفات طبية وحتى الوفاة.  

​

 وفى هذه الحالة يعد الأشخاص الذين يعيشون مع شخص مصاب بجدري القردة أو لديهم اتصال وثيق معه  هم الأكثر عرضة للخطر. ويجب على أي شخص يعيش مع شخص مصاب بجدري القردة أن يتخذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بالعدوى ، ويجب تقييم الشخص المصاب بعدوى جدري القردة بواسطة أحد مقدمي خدمات الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كان في حالة جيدة بما يكفي لرعايته في المنزل وما إذا كان يمكن إدارة العزل بأمان في المنزل.

​

واكدت منظمة الصحة العالمية أنه تمت الموافقة مؤخراً على لقاح للوقاية من جدري القردة. وتوصي بعض البلدان بتطعيم الأشخاص المعرضين للخطر. وقد أفضت سنوات عديدة من البحث إلى تطوير لقاحات أحدث وأكثر أماناً لمرض تم القضاء عليه يسمى الجدري

"الوضع فى قطر".

​

 وفى دولة قطر اعلنت مؤسسة حمد الطبية عن عدم تفشى المرض وأن جدري القردة لا يشكل خطراً على الأفراد في دولة قطر إلا في حال السفر إلى إحدى الدول التي ينتشر فيها المرض وكان هنالك تلامس بينهم وبين المصابين بجدري القردة.

​

وتطرقت المؤسسة  إلى كيفية علاج المصابين بجدري القردة، مشيرة إلى أنه لا يوجد علاج معين لجدري القردة نظراً لتشابه فيروس جدري القردة مع فيروسات الجدري فإنه يمكن استخدام الأدوية واللقاحات المطورة للوقاية من عدوى فيروس جدري القردة وعلاجه.

" معدل الانتشار "

​

وفى سياق مواز أكد خبراء من كلية العلوم الصحية والحيوية في جامعة حمد بن خليفة أن مرض جدري القرود مختلف تمامًا عن مرض كوفيد-19 ، مشيرين إلى أنه من الضروري الحذر من إمكانية الإصابة بمرض جدري القرود، خاصة لدى الأشخاص القادمين من غرب أفريقيا.

​

وقالوا: لا ينبغي أن يتسبب فيروس جدرى القرود  في حدوث جائحة عالمية ، حيث يختلف فيروس جدري القرود وانتشاره كثيرًا عن فيروس كوفيد-19 الذي ينتشر بسرعة كبيرة ، ويتطلب انتشار جدري القرود حدوث اتصال جسدي وثيق مع الجلد وقد يستغرق ظهور الأعراض من خمسة إلى 21 يومًا من بدء التعرض للمرض، ويمكن أن تكون فترة الحضانة طويلة جدًا.

​

ومن العوامل الأخرى التي تحدد انتشار الفيروس معدل العدوى. وتحدد قيمة المعدل درجة انتشار العدوى، وهو متوسط عدد الأشخاص الذين يتعرضون للإصابة بعد مخالطتهم لشخص مريض. وفي البداية، كان معدل انتشار العدوى لفيروس كوفيد-19 يتراوح بين 2 و3 حالات، وكان قريبًا من 8 حالات في فيروس أوميكرون، أحدث نسخة متحورة من فيروس كوفيد-19. وبالمقارنة مع فيروس كوفيد-19، يُعدُ جدري القرود أيضًا أقل عدوى، حيث يبلغ معدل انتشاره أقل من حالة واحدة.  

" طرق الحماية ".

​

على الرغم من أن خبراء الصحة يعتقدون أن مخاطر الإصابة بجدري القرود لدى عامة الناس منخفضة، إلا أن العديد من الاحتياطات يمكن أن تقلل من فرص الإصابة بالمرض وتشتمل قائمة الاحتياطات المهمة على تجنب ملامسة الشخص المصاب بالأعراض، واستخدام الأقنعة أو المعدات الواقية عند الاقتراب من شخص مصاب بالأعراض والحفاظ على النظافة الجيدة والممارسات الجيدة داخل المنزل وخارجه.

 

وفي الختام.. السؤال الذي يدور في بال الجميع هل يوجد لقاح ضد جدري القردة؟

وفق منظمة الصحة العالمية نعم، تمت الموافقة مؤخراً على لقاح للوقاية من جدري القردة. وتوصي بعض البلدان بتطعيم الأشخاص المعرضين للخطر، وقد أفضت سنوات عديدة من البحث إلى تطوير لقاحات أحدث وأكثر أماناً لمرض تم القضاء عليه يسمى الجدري، والتي قد تكون مفيدة أيضاً في الوقاية من جدري القردة.

​

وقد تمت الموافقة على أحد هذه اللقاحات للوقاية من جدري القردة. وينبغي النظر في تطعيم الأشخاص المعرضين للخطر فحسب (على سبيل المثال، شخص كان على اتصال وثيق بشخص مصاب بجدري القردة). ولا يُنصح بالتطعيم الجماعي حالياً.