top of page
خلفية_edited.jpg
لؤلؤة قطر.png

NOV 09, 2022

 الأسرة أساس تنمية اللغة العربية لدى الأطفال

الفغةة.png

لؤلؤة قطر- أمنة العلوي 

لا شك أن الجيل الجديد يعاني من قصور في تعلّم اللغة العربية، وذلك بسبب التطورات التكنولوجية وتصدر استخدام اللغات الأجنبية في الحياة اليومية، ولكن لا ينبغي أن تطغى اللغات الأخرى وتحل محل لغتنا الأم، فعلينا أن نعزز لغتنا الأم اولاً قبل تعلم أي لغة أخرى ولا مانع من تعلم أكثر من لغة بعد ذلك، ولكن ينبغي ان يعود الأبناء بإتقان اللغة العربية الأم.

دور الأسرة:

تعتبر اللغة العربية عنصراً حيوياً من أمن البلد القومي، وينبغي ترسيخها في المجتمع القطري، ومجتمعاتنا العربية، ودور الأسرة أساسي في الحفاظ على لغة أطفالها، كونها تمثل هويتهم العربية وهي بمثابة الجذور الأساسية لتعلم اللغة وتلقينهم اللغة العربية بالطريقة المثلى لتجعلهم على تواصل دائم مع لغتهم التي تعتبر أحد أبرز عناصر هويتهم.

فالأسرة هي الحاضنة الأولى للفرد، حيث تشكل ثقافته وقيمه ونظرته للحياة، ومنها لغته التي يتكلم بها، فأطفالنا اليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب التكنولوجية التي تغزو بيوتنا، إذا نظرنا إلى ألسنتهم تجدها مكسورة مع الكثير من اللغات الأجنبية، وهو أمر غير معاب، ولكن بشرط ألا يكون على حساب لغتهم الأم.

يكمن دور العائلة في التصحيح للأطفال عند استخدامهم كلمات أجنبية وإعطائهم المرادفات باللغة العربية وتشجيعهم على التحدث بها. كما علينا التحدث مع الأطفال باللغة العربية قدر الإمكان، وقراءة القصص لهم، فكل هذا يساعد على تحقيق الهدف، حيث تمثل اللغة العربية هويتنا الوطنية والدينية، ودورنا يتمثل في بذل قصارى جهدنا لتعزيز هذه اللغة وهويتنا.

دور المدرسة:

وعلى الرغم من الدور الهام والأساسي للمنزل في الحفاظ على اللغة العربية وسبل تعزيزها، إلا انه غير كافي وينبغي مساندته عن طريق دول المؤسسات التعليمية والمدارس والمفترض ان تعمل على تأسيس الطلاب بالمعرفة الشاملة باللغة العربية الفصحى، وتحسين مستواهم، مع توفير منهج تعليمي مخصص لكل طالب، بحسب مستوى مهاراته في القراءة، والتحدث، والاستماع، والكتابة.

دور المجتمع:

ولن يكتمل دور المنزل والمؤسسة التعليمية إلا بدعم المجتمع فهي دائرة متصلة ينبغي أن يتكاتف الجميع من اجلها لتحقيق الهدف المنشود والحفاظ على هويتنا.

ولا شك أن دولة قطر تقود عدة حملات بمشاركة جهات وشخصيات مختلفة، دعماً للغة العربية، وتعزيز حضورها في الأوساط الاجتماعية، بهدف مواجهة اللغات الأجنبية المنتشرة في المجتمع، والعمل على صون اللغة التي تعبر رافداً لهويتها.

وكان صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، أصدر قانوناً سنة 2019 بشأن حماية اللغة العربية، والذي يُلزم باعتماد “الفصحى” لغة للتعليم في المدارس والجامعات التابعة للدولة، إلى جانب توقيع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، مع ضرورة إرفاق ترجمة باللغة العربية في الحالات التي تتطلب استعمال لغة أجنبية أخرى.

وختاماً.. ينبغي أن تتوحد الجهود والأهداف لتعزيز وتنمية اللغة العربية في المجتمع، وذلك عبر تكاتف الجهود من الأسرة والمؤسسات التعليمية مع الحملات المجتمعية بالإضافة إلى القرارات السيادية الداعمة، كل ذلك في سبيل هدف واحد ألا وهو الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها.

bottom of page